في امسية حمراء غبراء يلفها تتطاير حبات الرمل من هنا و هناك و نحن مع موعد نهاية السنة الدراسية و في اطار عادات الجزائريين الحميدة تجاه كل ما يرمز للعلم قمت ارتب دفاتر الاسرة بحرق دفاتر و كراريس السنة الدراسية الفارطة و تمزيق كل الكتب و التخلص منها كحقد دفين لما تسببه من متاعب نفسية و اذ بي المح كتابا ازرقا مكتوبا بلغة فافا-الفرنسية فاثار فضولي و تلقفته يدي بحركة لاارادية فجذبني اسلوب الكتابة و روعة اللغة الفرنسية الراقية المكتوب بها و اسلوب الحبكة القصصية فسهرت الليل مصطحبا هذا الكتاب كخليلة الى غاية بزوغ الفجر فآثرت ان اترجمه الى لغة الضاد -العربية املا ان يصل الى الجمهر المعرب الذي معظمه من الشباب الكتاب بعنوان الكاهنة ملكة البربر من تاليف الاستاذ محمد شربي استاذ في اللغة الامازيغية و باحث في الادب الامازيغي بالاضافة الى تيري دوسلو مؤرخ فرنسي و مختص و باحث في تاريخ شمال افريقيا.......................................................................................................................................................................
رحلة بين ازمنة العصر الغابر،تبوح لنا باسرار الاوراس الشامخ،تلك الكتلة من المرتفعات المترامية الاطراف المثيرة للعجب في ارض الجزائر ،تلفحنا بجمل من الاستغرابات و ثلة من التساؤلات ،لا لجمالها الرباني فقط و لا لعنفوانها المتضاد ضمن حلقات تفارقية و لكن لاصالة سكانها و شعوبها و روادها و قبائلها الاشاوس و تميز نمط حياتهم البري البربري و عراقة التقاليد الامازيغية الفاتنة الفائتة،هذه الهضبة المتكونة من سلسلة من التلال و المرتفعات التي يفوق علوها الفي متر،تتدافع بين قممها اشجار البلوط و الارز بينما تجري رفوفها اودية عميقة تغذي نبيتات الواحات المنغمسة في غياهب الصحراء.ثم تتجلى لنا قرى ماهولة ببني آدم صعبة المنال مثبتة على بني البشر ،وجدت لتكون مسرحا لغزوات الثلوج على مر الشهور فمن غير المجدي ان نتحمل هاته الظروف الطبيعية و الجغرافية الموحشة و القاسية،لا غرو انها افرزت لنا سكانا محليين بتركيبة مميزة و خاصة سيماهم الطبع الحازم و الصارم للفرد الاوراسي القوي ،الشجاع،الابي،المستقل،الحر....يتبع.ترجمة باتريوت.بتصرف.....................................................................................................................................